المسك الأسود
يُستخرج المسك من جوف الظباء، وهو عبارة طِيبٍ أو مادة عطريّة تستخرج من جسم الغزال، إذ يحتوي جسم ذكر غزال المسك على غدّة كيسية تتولى مهمة إنتاج مادة المسك.
يتخّذ المسك لوناً أسود عند استخراجه من جسم الغزال، ويعتبر من المواد العطريّة غالية الثمن، ويتألف المسك مما نسبته 1.4% من الزيوت الطيّارة التي تمنح المسك اللون الأسود المائل إلى البني، وتدخل في تركيبته هرمونات استيروليه ومن بينها قلويدات والإنزيمات وغيرها.
ويطلق عليه مسمى دم الغزال أيضاً؛ نظراً لاستخراجه من بطن الغزال، حيث كتلة الدم المتجمّعة عند سرّته، كما يمكن أيضاً استخراجها من السلاحف والثيران، إلا أنّ المسك المستخرج من بطن الغزال هو الأجود على الإطلاق بين جميع الأنواع.
من الجدير بالذكر أن المسك قد ورد ذكره في عدة مواضع قرآنيّة، ومنها قوله تعالى: (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) [المطففين:26]، كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين باستخدامه كمادة مطيّبة للرائحة، كما أوصى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالتطهّر به بأخذ فرصة أي قطعة منه، وجاء ذلك في حديث البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَسْمَاءَ سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ فَقَالَ: ( تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا) فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ فَقَالَ: ( سُبْحَانَ اللهِ! تَطَهَّرِينَ بِهَا) فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ. وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: (كنتُ أُطيِّبُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قبل أن يُحرمَ، ويومَ النحرِ، قبل أن يطوف بالبيتِ، بطِيبٍ فيه مِسكٌ).
كيفية استخدام المسك الأسود
ويعرف المسك الأسود باسم مسك الطهارة، حيث يُستخدم لإزالة النجاسة من آثار الطمث، إذ يمتاز بقدرته على التخلص من الفطريات والبكتيريا التي تنمو في المناطق التناسلية لدى الإناث، وليس له أي أعراض جانبية، وكما أصبح يستخدم لغايات إبطاء نشاط الأورام السرطانية الخبيثة والوقاية منها، ويستخدم المسك الأسود بغمس المنطقة المراد تطهيرها بدهان المسك أو بأخذ قطعة من المسك وتتبّع أثر الدم بعد انتهاء فترة المحيض.
وينصح ممن ترغب باستخدام المسك الأسود لهذه الغاية التأكد 100% من أنّ المنتج المستخدم هو مسك أسود بالفعل، ومعروف المصدر والأصل، نظراً لانتشار مسك مخلوط بمواد أخرى لا تحقق الفائدة المرجوة من المسك الأسود الأصلي.
فوائد المسك الأسود
يقتل المسك الأسود الخلايا السرطانية ويبطئ نشاطها.
يقضي على مسببات الالتهابات كالبكتيريا والفيروسات.
يطهر رحم المرأة مما علق به من آثار دم الطمث.
يحفز المسك الأسود عملية التبويض.
أضرار المسك الأسود
من الجدير بالذكر أن المسك الأسود لم يثبت عنه أي أضرار أو آثار جانبية على صحة الإنسان، إلا أن الحذر واجب إزاء الغش الذي يقوم به الباعة على هذه المادة بخلطها بمواد أخرى تسبب أثاراً جانبية ضارة، كالحرارة والالتهابات والعقم، ولا بد من التذكير بأن المسك الأسود غالي الثمن، ورائحته قوية.