عالج نفسك بلا دواء

الرياضة المناسبة لمرضى الديسك

مرض الديسك
مرض الديسك أو كما يُعرَف بالقرص التنكسي “Degenerative disc disease” هو من الأمراض المرتبطة بالتقدّم بالسن، ويتمثّل في تلف جزئي أو كلي في واحدة أو أكثر من الأقراص الغضروفية المتواجدة بين فقرات العمود الفقري، وينجم عن ذلك آلامًا حادّة في منطقة الظهر، ومن الجدير بالذكر أن الأقراص الغضروفية بين فقرات الظهر تسمح بالتحرّك الحر للظهر وذلك كالانثناء والانحناء وما إلى ذلك، وسيتم في هذا المقال الحديث عن عدّة نقاط حول هذا المرض، وذلك من مثيلات أسبابه وأعراضه والعوامل التي تزيد من خطورة حدوثه، بالإضافة إلى تشخيصه وعلاجه مع التعريج على الرياضة المناسبة لمرضى الديسك.

أسباب مرض الديسك

لا بُدّ من تناول أسباب مرض الديسك قبل مناقشة أيّة نقاط أخرى حوله من مثيلات طرق علاجه والرياضة المناسبة لمرضى الديسك، ومن الجدير بالذكر -قبل تناول الأسباب- أنّ بنية الأقراص الغضروفية التي تتواجد بين الفقرات مرنة وذلك كونها مصنوعة من أنسجة ليفية، وذلك ما يجعلها قادرة على تخفيف الضغط على فقرات العمود الفقري وتقليل الاحتكاك أثناء انثناء أو انحناء الظهر، بالإضافة إلى تحمّل وزن الجسم، لكن مع التقدّم في السن تبدأ هذه الأقراص الغضروفية بالتآكل تدريجيًا والتلف مع مرور الوقت، مما يُؤدّي للإصابة بالديسك، ومن جُملة الأسباب التي تؤدي لذلك ما يأتي:

نقصان كمية السائل الغضروفي: تتناقض كميات السائل الغضروفي داخل الأقراص الغضروفية مع التقدّم بالسن، حيث تبلغ في مرحلة الشباب 90% من القرص الغضروفي، ومع استمرار انخفاض هذه النسبة تُصبح الأقراص أرق، وبالتالي تقل فاعليتها في تقليل الاحتكاك بين الفقرات وتحمّل الضغط الحاصل على العمود الفقري.
بنية القرص الغضروفي: ويتمثّل ذلك بحدوث تسرّب للسائل الغضروفي والمواد الجيلاتينية من داخل القرص الغضروفي إلى خارجه -نتيجة حدوث إصابات أو تشققات صغيرة في هذا القرص الغضروفي- وهذا ما يُؤدّي إلى انتفاخ وحدوث مضاعفات في القرص الغضروفي ونقصان فاعليته الوظيفية في تحمّل الصدمات والضغط الحاصل على فقرات العمود الفقري.
النمو العظمي التعويضي: يقوم الجسم عادةً بتعويض التهتّك الحادث في الأقراص الغضروفية بإحداث نمو عظمي في نفس المنطقة الغضروفية المُصابة، أحيانًا يمكن أن يؤدّي هذا النمو العظمي إلى حدوث ضغط على أعصاب النخاع الشوكي والتسبّب بألم شديد.
اضطرابات أخرى: تشمل هذه الاضطرابات انهيار الغضروف بالكامل وتضيّق القناة الشوكية أو تضيّق العمود الفقري، وعادةً ما تُؤثّر هذه التغييرات على الأعصاب مما يُؤدّي إلى ظهور أعراض من مثيلات الألم الشديد والوهن العام وتنميل الجسم.
عوامل تزيد خطورة الإصابة بالديسك
بعد الحديث عن أسباب مرض الديسك وقبل مناقشة علاجاته المتاحة، بالإضافة إلى الرياضة المناسبة لمرضى الديسك سيتم التعريج على أبرز عوامل خطورة الإصابة بهذا المرض، أي سيتم مناقشة أبرز العوامل التي من الممكن أن تزيد من نِسب حدوثه، وفيما يأتي نبذة عن هذه العوامل:

العمر: قبل التطرّق إلى العلاجات التلطيفية للديسك، بالإضافة إلى مناقشة الرياضة المناسبة لمرضى الديسك يجدر التنويه إلى أنّ التقدّم بالسن هو العامل الأكثر خطورة في حدوث مثل هذا النوع من الاضطرابات، حيث أن الأقراص الغضروفية تفقد ليونتها وتقل فاعليتها الوظيفية مع التقدّم بالسن، وخصوصًا الذين تتجاوز أعمارهم 60 عام.
إصابات في الظهر: قد تلعب الإصابات السابقة في منطقة الظهر دورًا في زيادة خطورة حدوث الديسك، خصوصًا الإصابات الناجمة عن الأنشطة البدنية المُجهِدة والتمارين الرياضية المُكثَّفة والتي تضغط بشكلٍ عام على الأقراص الغضروفية بين فقرات العمود الفقري.
عوامل أخرى: تشمل هذه العوامل السمنة والإصابات الناجمة عن حوادث السيارات، بالإضافة إلى التمارين الرياضية المُكثَّفة -كما تمّ التنويه لذلك سابقًا- خاصّةً في رياضات كمال الأجسام وغيرها.
أعراض مرض الديسك
أمّا فيما يتعلّق بأعراض الديسك -وذلك قبل مناقشة طرق تشخيصه وعلاجه والرياضة المناسبة لمرضى الديسك-، فتتمثّل الأعراض عمومًا بألم حاد ومستمر في الظهر والرقبة، ويعتمد امتداد الألم وتوزّعه على منطقة وجود القرض الغضروفي المتضرّر وما إلى ذلك، وتشمل الأعراض في بعض الحالات أيضًا آلام أسفل الظهر والأرداف والفخذيين، وغالبًا ما يكون هذا الألم على شكل نوبات تأتي وتذهب، والتي من الممكن أن تستمر من بضعة أيام إلى بضعة أشهر، وتسوء مستويات الألم عند الجلوس وتُظهِر تحسّنًا في حالات التحرّك والمشي، كما أنّه في بعض الحالات يمكن أن يشعر المريض بتنميل ووخز في الذراعين والساقيين.

تشخيص مرض الديسك
يجدر مناقشة أدوات تشخيص مرض الديسك قبل الانتقال والحديث عن علاجه والرياضة المناسبة لمرضى الديسك، ويجدر التنويه إلى أنّ السبب الرئيس الذي يدعو الطبيب إلى تشخيص مرضى آلام الظهر وآلام أسفل الظهر هو درجات الألم، حيث إنّ الآلام البسيطة والمعتدلة لا تحتاج لتشخيص عادةً خصوصًا في حالات البالغين الشباب، أما في حالات الألم الشديد وخصوصًا لدى كِبار السنة فيجدر التشخيص مباشرةً والشكّ بأنّه ليس بألم عابر أو ما إلى ذلك، عادةً ما يكون الألم الشديد دلالة على تلف الأعصاب الشوكية المجاورة لمنطقة القرض الغضروفي المُتهتِّك، وتشمل أدوات التشخيص التصوير بالرنين المغناطيسي للرقبة، بالإضافة إلى التصوير الطبقي المحوري، بالإضافة إلى وسائل تصوير أخرى من مثيلات التصوير الكهربائي “EMG”، وهنالك أدوات تشخيص أخرى تشمل دراسة التوصيل العصبي “NCS”، حيث يستخدم الطبيب هذه الفحوصات لتقييم حالات العضلات والأعصاب لمعرفة ما إذا كان التوصيل العصبي أو الإشارات العصبية الصادرة عن الأعصاب الشوكية في منطقة العمود الفقري تصل الذراعين أو الساقين أو المنطقة المُغذيّة لها أم لا، وفيما يأتي -قبل الانتقال والحديث عن علاج الديسك والرياضة المناسبة لمرضى الديسك- نبذة فيها شيء من التفصيل عن نتائج استخدام أدوات تشخيص الديسك:

الفحوصات التصويرية ونتائجها
يجدر التعريج على نتائج الفحوصات آنفة الذكر لمرضى الديسك قبل التعريج على سُبل علاج هذا المرض مع الحديث عن الرياضة المناسبة لمرضى الديسك، حيث تُشير هذه الفحوصات إلى مناطق الأقراص الغضروفية المتضررة بين فقرات العمود الفقري، وتكشف عن الجزء الهلامي التي يتعرّض للجفاف داخل القرص الغضروفي مع التقدّم بالسن، وتُشير أيضًا إلى الضغط الحاصل في العمود الفقري نتيجة تناقص الأداء الفيزلوجي لهذه الأقراص الغضروفية.

انتفاخ الأقراص الغضروفية
يجدر التعريج على انتفاخ الأقراص الغضروفية التي تكشفه سُبل تشخيص مرض الديسك قبل التعريج على سُبل علاج هذا المرض مع الحديث عن الرياضة المناسبة لمرضى الديسك، حيث إنّ نقصان السائل الهُلامي داخل الأقراص الغضروفية يُؤدّي إلى انتفاخها مما يُسبّب ضغطًا على الأعصاب الشوكية المجاورة لهذه الأقراص الغضروفية مما يُسبّب آلامًا حادة.

درجات الألم ومناطق توزّعه
تتراوح درجات آلام الظهر عند مرضى الديسك بحسب مقدار التقدّم بالسن بالترافق مع مكان القرص الغضروفي المُصاب، ويُمكن أن تشمل الآلام وخزًا ووهنًا عامًا وخدران في بعض الحالات، وفي بعض الحالات يُمكن أن يتسرّب هذا السائل الهلامي من الأقراص الغضروفية المُتضررة إلى القناة الشوكية مُما يُحدث مضاعفات سيئة جدًا على مستوى الحبل الشوكي والسائل النخاعي والتوصيل العصبي الخارج عنه لباقي أطراف الجسم كالطرفين العلويين والسفلين، ويجدر التنويه إلى أنّ درجات الألم تزداد سوءًا في حالات السُعال الشديد وحالات العطس وتحرّكات الأمعاء أثناء عملية الأيض والإخراج، وعادةً ما تسوء الأعراض في حالات الوقوف أو الجلوس لساعات طويلة، بينما تقل أثناء الحركة والمشي.

أعراض أخرى مرافقة لألم الديسك
يجدر التنويه إلى الأعراض التي تترافق مع آلام الديسك قبل التعريج على سُبل علاجه والرياضة المناسبة لمرضى الديسك، وتشمل هذه الأعراض اضطرابات في الأمعاء من مثيلات الإمساك أو فقدان السيطرة على العملية الإخراجية سواء كانت العمليات الإخراجية الخاصّة بالأمعاء الغليظة أو بالمثانة، وذلك من مثيلات التبوّل اللإرادي، بالإضافة إلى تشنج العضلات والتنميل.

مضاعفات مرض الديسك
يجدر التنويه إلى مضاعفات مرض الديسك قبل الانتقال والحديث عن علاجه والرياضة المناسبة لمرضى الديسك، وتتمثّل المضاعفات في هشاشة العظام نتيجة تهتّك عظام الفقرات نتيجة نقصان الأداء الوظيفي في الأقراص الغضروفية فيما بينها والتي تعمل على تقليل الاحتكاك وامتصاص الصدمات، بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تتسبّب الآلام الحادة عند مرضى الديسك إلى التعطيل عن أداء أبسط الأنشطة اليومية، بالإضافة إلى تفضيّل الراحة والاستلقاء لفترات طويلة تجنّبًا لنوبات الألم الحادة، مما يستدعي حدوث بعض المضاعفات الأخرى من مثيلات انخفاض مرونة حركة الظهر وانخفاض قوّة العضلات والضمور العضلي، بالإضافة إلى حدوث جلطة في منطقة الساقين، وهذا بدوره يجعل المريض في حالة من العجز مما يُطوّر في حالات كثيرة اضطرابات نفسية من مثيلات الاكتئاب.

علاج مرض الديسك
يجدر مناقشة سُبل علاج مرض الديسك قبل التعريج على الرياضة المناسبة لمرضى الديسك، وتتمثّل سُبل العلاج في تقليل آلام الظهر الحادة وذلك من خلال وسائل عدّة، سيتم ذكرها على النحو الآتي:

التمارين الرياضية الطبية: ينصح الطبيب عادةً مريض الديسك بالاستلقاء في الفراش وأخذ فترات زمنية قصيرة من الراحة، بالإضافة إلى الانخراط في ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة نسبيًا وذلك لتحسين مرونة عضلات الظهر، بالإضافة إلى ضرورة تخفيف الوزن لتقليل الحِمل على عضلات الظهر، كما ينصح بممارسة تمارين لتقوية عضلات البطن وذلك لكي تقوم عضلات البطن بتعويض الأداء الوظيفي المنقوص في عضلات الظهر في تحمّل وزن الجسم وأداء الأنشطة البدنية الحياتية يوميًا، وسيتم الحديث عن ذلك عندما يتم مناقشة الرياضة المناسبة لمرضى الديسك.
العلاج الدوائي: ويشمل العلاج الدوائي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والمرخيات العضلية، بالإضافة إلى العلاج بالإبر الموضعية لتقليل مستويات الألم.
العلاج الجراحي: تتمثّل العلاجات الجراحية في إجراء استئصال للقرص الغضروفي المُتهتِّك وذلك لإعطاء الأعصاب الشوكية التي تجاوره مساحة أكبر وتقليل الضغط عليها وبالتالي تقليل مستويات الألم، وبالرغم من أنّه لن يتم تعويض مكان استئصال القرص الغضروفي، إلّا أنّ الجسم سيعمل بعد ذلك ذاتيًا على تكوين نُدبة أو نسيج ضام في منطقة القرص الغضروفي المُستأصل وذلك لحماية الأعصاب الشوكية، وفي حالات أخرى يمكن أن يقوم الطبيب بضم عظام الفقرات -التي تمّ إزالة القرص الغضروفي المعطوب من بينها- من خلال براغي أو أسلاك أو قضبان معدنية صغيرة وذلك لترقيع المساحة الشاغرة بين عظام الفقرات.
مرض الديسك والتدخّل الجراحي
بعد أن تمّ الحديث عن سُبل علاج الديسك وقبل التعريج على مناقشة الرياضة المناسبة لمرضى الديسك، ينبغي الحديث عن مستويات الآمان في التدخلات الجراحية لدى مرضى الديسك، وبشكلٍ عام فإنّ المضاعفات الممكن حدوثها تشمل إصابة أعصاب أخرى نتيجة خطأ طبي أو الإصابة بعدوى أو حالات من النزيف أو التصلّب، لكن تُعد هذه المضاعفات نادرة بعض الشيء، ويتم الاستعداد للتدخّل الجراحي من خلال الإقلاع عن التدخين بالنسبة للمرضى المدخنين، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قبل فترة من العملية والتوقّف عن تناول أيّة أدوية أو أعشاب وذلك لتجنّب تفاعلها مع أدوية التخدير التي سيتم استخدامها لتخدير المريض قبل إجراء التدخّل الجراحي.

الرياضة المناسبة لمرضى الديسك
بعد أن تمّ الحديث عن سُبل علاج مرض الديسك والتعريج على جانب التدخّل الجراحي فيها، لا بُد من الحديث عن موضوع المقال الرئيس؛ الرياضة المناسبة لمرضى الديسك، وسيتم مناقشة أهم النقاط التي تدور حول الرياضة المناسبة لمرضى الديسك، وذلك يشمل الجانب الرياضي في الرياضة المناسبة لمرضى الديسك، بالإضافة إلى آليات تعليم المريض بعض النقاط التي تتعلّق بنظامه الحياتي الحَركي، وفيما يأتي أبرز الأمور الهامة حول الرياضة المناسبة لمرضى الديسك:

العلاج الطبيعي
يتمثّل ذلك – كجزء من الرياضة المناسبة لمرضى الديسك- بأن يقوم المعالج الطبيعي أو الفيزيائي بشرح كيفية مساعدة مرضى الديسك أنفسهم في السيطرة على آلام الظهر، وذلك من خلال تبسيط شرح الاضطراب الحادث والتشخيص المتفق عليه، ومن ثم محاولة تعليمه الطريقة المناسبة لتحسين ميكانيكا الجسم بالتعامل مع هذا الاضطراب، وذلك من مثيلات تعليمه الوقوف بطريقة صحيحة سواء في العمل أو أثناء المشي أو الجلوس أو ركوبه لوسائل النقل أو النوم، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، والتي تتمثّل برفع أوزان خفيفة في النادي الرياضي.

ممارسة التمارين المختلفة
حيث تتمثّل الرياضة المناسبة لمرضى الديسك في التمارين المختلفة والتي تتناسب وحالة مريض الديسك الصحية وعمره ودرجة ألمه، ومن الأمثلة على الرياضة المناسبة لمرضى الديسك تمارين تقوية البطن وتمارين ضم الركبتين إلى منطقة الصدر، ومن الأمثلة أيضًا على الرياضة المناسبة لمرضى الديسك تمارين جرّ الركبة إلى الكوع أو منطقة مفصل الساعد، بالإضافة إلى تمارين التمديد وتمارين المرونة كالتمارين السويدية، ومن الأمثلة أيضًا على الرياضة المناسبة لمرضى الديسك تمارين السباحة والتمارين الهوائية التي تعمل على تحسين القدرة على تحمّل وزن الجسم وتقوية عضلات الظهر، وهنالك مجموعة من الأمثلة أيضًا على الرياضة المناسبة لمرضى الديسك والتي تتمثّل في تمارين الاسترخاء والتي تستهدف تخفيف التوتّر العضلي الذي يُفاقم عادةً آلام الظهر.