عالج نفسك بلا دواء

أسباب ألم الجنب الأيمن

ألم الجنب الأيمن
إن ألم الجنب الأيمن في جسم الإنسان هو عَرض للعديد من الأمراض المُحتمَلة، خصوصًا أنّ امتداد الجنب الأيمن يحتوي العديد من الأعضاء الحشوية، كالمعدة والطحال والبنكرياس والكلية اليمنى والغدة الكظرية اليمنى وغيرها، كما أنّه عند النساء يشمل الجنب الأيمن أيضًا المبيض الأيمن، لذلك فإنّ وجود ألم الجنب الأيمن هو إشارة للكثير من الأمراض، وسيتم في هذا المقال الحديث عن أسباب ألم الجنب الأيمن في القسم العلوي من الجسم، كما سيتم الحديث عن أسباب ألم الجنب الأيمن في القسم السفلي، كما سيتم تناول التهاب الزائدة الدودية كأشهر مثال على أمراض الجنب الأيمن والحديث عن أعراضه وعلاجه.

أسباب ألم الجنب الأيمن في المنطقة العلوية
إن أسباب ألم الجنب الأيمن في المنطقة العلوية من جسم الإنسان قد ترتبط بالعديد من الأمراض، منها حصى الكلى والتهاب الكبد والارتداد المعدي المريئي وغيرها، وسيتم الحديث عن أشهرها على النحو الآتي:

حصى في المرارة؛ وهي عبارة عن رواسب صلبة من العصارة الصفراوية وسوائل الجهاز الهضمي التي تتجمّع في المرارة، وتُعد واحد من أكثر أسباب الألم شيوعًا في الجانب الأيمن العلوي من جسم الإنسان.
التهاب الكبد؛ وهو التهاب يستهدف الكبد مباشرةً وله ثلاثة أنواع؛ النوع A والنوع B والنوع C، وينتقل النوع A عن طريق المياه الملوثة والأغذية الفاسدة أو عن طريق الاتصال مع شخص مصاب، ويُعد النوع الأقل حدّةً بين الثلاثة أنواع، أما النوع B فهو أشد خطورة ويترافق مع أعراض مزمنة يمكن أن تُؤدّي في النهاية إلى فشل الكبد أو سرطان الكبد أو تليّف الكبد، أمّا النوع الأخطر على الإطلاق وهو النوع C، وتكمن خطورته في كونه ينتشر في المجرى الدموي بشكل سريع ويترافق مع أعراض مزمنة كما الحال في النوع B.
خرّاجات الكبد؛ وهي عبارة عن أكياس مملوءة بالقيح تتشكّل في الكبد وتُسبِّب آلامًا حادة.
الارتداد المعدي المريئي؛ وهو اضطراب ينجم عن عودة السائل المعدي الحمضي إلى بطانة المريء مما يُؤدي إلى تهيّجها والتسبّب بحرقة وألم في المعدة.
فتق في الحجاب الحاجز.
التهابات المعدة؛ وهي مجموعة من الالتهابات تستهدف بطانة المعدة، وغالبًا ما تكون نتيجة عدوى بكتيرية أو نتيجة الإفراط في تناول الكحول أو الاستخدام المُكثَّف لمسكنات الألم.
القرحة الهضمية؛ وهي عبارة عن حدوث ثقب داخل بطانة المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن تنجم عن عدوى بكتيرية أو استخدام طويل للأسبرين ومسكنات الألم.
اضطراب المعدة الغامض أو ما يُسمَّى بالغستروبرسس، وهو حالة مرضية يتم خلالها إبطاء أو منع الحركة التلقائية الطبيعية لعضلات المعدة، وبالتالي يضعف التنسيق مع عملية الهضم، حيث يؤدي ذلك إلى مشكلة في التزامن بين هضم الطعام وعمليات الإخراج، مما يعمل على مراكمة كميات من الأطعمة والفضلات والتسبّب بآلام خصوصًا ألم الجنب الأيمن، يعتقد الأطباء أن هذا الاضطراب ناجم عن الاستخدام الكثير لبعض الأدوية مثل مسكنات الألم الأفيونية أو بعض مضادات الاكتئاب أو أدوية الحساسية أو أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.
عسر الهضم الوظيفي؛ وهو من الأمراض الهضمية التي تُعد مجهولة السبب، إلّا أنّ أعراضها تتمثّل في ألم الجنب الأيمن بمستويات شديدة بالإضافة إلى ألم في الجنب الأيسر أيضًا.
الالتهابات الرئوية.
تمزّق في الطحال؛ وذلك بسبب حالة طعن أو إصابة بعيار ناري أو حادث ما، حيث يؤدّي ذلك إلى نزيف داخلي وآلامًا حادة.
تضخّم في الطحال.
أنواع عديدة من السرطان يُمكن أن تُسبّب آلامًا عديدة وخصوصًا ألم الجنب الأيمن مثل سرطان الكبد، سرطان المرارة، سرطان القناة الصفراوية، سرطان البنكرياس، بالإضافة إلى سرطان المعدة وسرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الكلى.
أورام حميدة في المرارة أو في القنوات الصفراوية.
تضيّق القنوات الصفراوية التي تُسبّبها الالتهابات المرتبطة بضعف جهاز المناعة الناجم عن مرض نقص المناعة المُكتسب أو الإيدز.
التهابات في المرارة.
التهابات في البنكرياس.
الحزام الناري.
متلازمة الحلقة العمياء والتي تُعرَف أيضًا باسم متلازمة الركود، وتتمثّل بحدوث تضيّق في حلقات مرور الطعام في الأمعاء، وتحدث نتيجة مضاعفات عملية جراحية في البطن.
مضاعفات الحمل والتي تشمل آلامًا في الجانب الأيمن وغيرها من المضاعفات الشائعة مثل الإمساك والغازات واعتلالات في المعدة وحصى الكلى وحساسية اتجاه بعض الأطعمة والأشربة.
أسباب ألم الجنب الأيمن في المنطقة السفلية
كما تمّت الإشارة إلى الأمراض التي يُمكن أن تترافق مع ألم في الجانب الأيمن من المنطقة العلوية من جسم الإنسان، هنالك اضطرابات وأمراض أخرى تُسبّب آلامًا في الجانب الأيمن ولكن في المنطقة السفلية من جسم الإنسان، ويجدر الانتباه إلى أنّ بعضها تُسبّب آلامًا في المنطقتين العلوية والسفلية من الجانب الأيمن من جسم الإنسان، لذلك تمّ تَكرار ذكرها، وفيما يأتي نبذة عن الأكثرها شيوعًا:

التهاب الزائدة الدودية؛ وهو شائع جدًا.
الغازات المعوية والتي غالبًا ما تكون ناجمة عن اضطرابات في القولون.
عسر الهضم.
الفتق؛ ويحدث عندما يدفع جزء داخلي أو عضو داخلي في جسم الإنسان الأنسجة أو العضلات المحيطة به من مكانها، وهناك أنواع عدّة من الفتق ومعظمها تحدث في منطقة البطن.
حصى الكلى.
متلازمة القولون العصبي؛ وهي اضطراب شائع ومزمن يصيب الأمعاء الغليظة ويُسبّب العديد من الأعراض مثل التشنجات والانتفاخ والغازات والإسهال أو الإمساك وآلام في البطن وتغيّر في حركة الأمعاء بالإضافة إلى زيادة احتمالية ظهور مخاط في البراز.
التهابات الأمعاء المختلفة والتي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
التهاب القولون التقرّحي ومرض كرون، واللذان يُعدان من أسباب حدوث متلازمة القولون العصبي أيضًا.
التهاب الزائدة الدودية
إن التهاب الزائدة الدودية هي من الحالات الطبية الطارئة والتي تتطلّب غالبًا إجراء تدّخل جراحي لإزالتها، حيث أنّ مضاعفاتها خطيرة، فمثلًا إذا تأخّر التدخّل الجراحي أو الدوائي فإن الزائدة ستنفتق وتُسكَب المواد المُعدية التي كانت فيها في تجويف البطن مما يُؤدي إلى ما يُعرَف بالتهاب الصفاق، وهو التهاب خطير في تجويف البطن يمكن أن يكون قاتلًا إذا لم يتم علاجه بشكل سريع بالمضادات الحيوية واسعة الطيف، ويجدر التنويه إلى أنّ نسبة انتشار هذا المرض في الولايات المتحدة هي 1/20، أي أنّه من كل عشرين شخص هناك شخص واحد أُصيب أو سُيصاب بالتهاب الزائدة الدودية خلال حياته، ويُصيب هذا المرض كافة الفئات العمرية إلّا أنّه يندر في الأطفال دون سن السنتين بينما تزداد نسبة حدوثه في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 30 عامًا.

أعراض التهاب الزائدة الدودية
تشمل أعراض الزائدة الدودية ألم الجنب الأيمن، والذي يأتي بشكل مفاجِئ وخصوصًا أسفل البطن، ويمتد الألم ليشمل منطقة حول السرة بعد ذلك، ويزداد الألم مع السُعال أو النشاطات الحركية التي تزيد الضغط على منطقة الزائدة، كما تشمل الأعراض أيضًا الغثيان والتقيؤ وفقدان الشهية والحمى والتناوب بين الإمساك والإسهال بالإضافة إلى انتفاخ البطن.

علاج التهاب الزائدة الدودية
رغمَ أنّ التدخّل الجراحي هو الحلّ الأمثل لالتهاب الزائدة الدودية، إلّا أنّه في حالات العدوى الخفيفة يمكن الاكتفاء باستخدام المضادات الحيوية، لكن هذه الحالات نادرة لحد ما، وفي أغلب الحالات يتم استخدام منظار البطن من أجل إزالتها، وتعتمد الجراحة التنظيرية على إحداث ثقب وإدخال أنبوب رفيع يحتوي على كاميرا فيديو صغيرة وضوء إلى داخل البطن بالإضافة إلى إدخال أداة مجوّفة تُعرف باسم القنية، وبذلك يستطيع الجرّاح إزالة الزائدة من خلال مراقبة تحرّكاته الجراحية داخل البطن على شاشة تكون موضوعة أمامه، وتُعد عمليات المنظار الأفضل كونها لا تتطلّب شقًا كبيرًا وبالتالي تقل احتمالية المضاعفات النزيفية للعملية، أمّا في حالات الجراحة المفتوحة فإن الشق المطلوب عمله يكون أكبر وبالتالي تزداد احتمالية حدوث مضاعفات مثل تمزّق الزائدة وانتشار العدوى إلى تجويف البطن وحدوث خرّاجات، ويمكن أن تُؤثّر بشكل سلبي مُضاعف لدى المرضى الذين يعانون -إلى جانب التهاب الزائدة الدودية- من أورام في الجهاز الهضمي أو في حالات الحوامل أو أنّ المريض قد خضع قبل ذلك لعدد من العمليات الجراحية.