عالج نفسك بلا دواء

فوائد التولسي لموازنة الهرمونات: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟

التولسي
التولسي أو الريحان المُقدَّس أو الريحان الحلو هو عبارة عن نبات ذات أوراق خضراء موطنه الأصلي جنوب شرق آسيا، وحيث إنّه يُستخدَم في هذه الأيام في العديد من الصلصات في تحضير العديد من أصناف الطعام، إلّا أنّ لديه تاريخ طويل في مجال الطب البديل أو طب الأعشاب وخاصة في الهند، وكان يُستخدَم لعلاج أكثر أمراض العيون انتشارًا ومرض القوباء، كما أنّه كان يُستخدَم كمنشِّط عام للجسم، بالإضافة إلى استخدامات طبية أخرى من مثيلات التهاب الشعب الهوائية وحالات الإسهال والتقيؤ ولدغات الحشرات، وسيتم في هذا المقال الحديث عن فوائد التولسي لموازنة الهرمونات.

فوائد التولسي لموازنة الهرمونات: فوائد مزعومة أم صحيحة علميًّا؟
بشكلٍ عام فإنّ هناك العديد من الدراسات التي تُشير إلى أنّ التولسي يُمكن أن يُعالِج الإجهاد البدني والكيميائي ويُحسِّن من التمثيل الغذائي وعمليات الأيض في الجسم، وقد أُشير أيضًا إلى قدرته الكبيرة في الحفاظ على مستويات الهرمونات في الجسم على نحوٍ طبيعي والتقليل من أعراض التوتر والقلق، ويعد التولسي آمنًا عند استخدامه عن طريق الفم لفترات قصيرة تصل إلى 8 أسابيع، وقد يؤدي تناوله عن طريق الفم إلى الإصابة بالغثيان أو الإسهال، ومن فوائد التولسي لموازنة الهرمونات:

تأثيره على عمليات الأيض
وفقًا لمقال علمي نُشر عام 2014 في مجلة الأيورفيدا والطب التكاملي، فقد أُثبت أن التولسي يُحسِّن من الإجهاد الأيضي وذلك من خلال التأثير على مستويات السكر في الدم بالإضافة للتأثير الإيجابي على ضغط الدم ومستويات الدهون، وهذه جميعها تتطلّب المحافظة على اتزانات هرمونية سليمة حتى تحدث، ويجدر التنويه أيضًا أنّ التولسي يُؤثِّر إيجابًا على الذاكرة والوظيفة الإدراكية في الدماغ وذلك من خلال خصائصه في مكافحة الاكتئاب والقلق، وهذه أيضًا ناجمة عن المحافظة على مستويات سليمة من هرمونات الجسم والنواقل العصبية في الدماغ، وتشير الأبحاث إلى أن تناول مستخلص أوراق التولسي مرتين يوميًا بعد الوجبات يمكن أن يساعد في إدارة الأعراض، ويمكن أيضًا شرب شاي التولسي أو إضافته إلى الوجبات، ويحتوي التولسي على ثلاثة مركبات كيميائية نباتية تساعد على تحقيق هذه النتائج:

أوسيموسيدوسيد Ocimumosides A and B، كمركبات مضادة للإجهاد وقد يخفضان هرمون الكورتيكوستيرون في الدم ويخلقان تغيرات إيجابية في نظام الناقل العصبي للدماغ.
وفقًا لمقالة نُشرت في العلاجات البديلة والتكميلية، فإن المركب الثالث 4-allyl-1-O-beta-D-glucopyronosyl-2-hydroxybenzene، قادر أيضًا على تقليل عوامل الإجهاد في الدراسات المعملية.
تأثيره على الخصوبة عند الذكور
بالإضافة إلى ما تمّ ذكره عن دور التولسي في المحافظة على توازن الهرمونات في الجسم والدماغ، تُشير بعض الدراسات المبدئية إلى أنّ التولسي يُمكن أن يُعزِّز إنتاج هرمون التستوستيرون في الذكور، وذلك عن طريق الحدّ من التوتر وتدعيم وظيفة الغدة الدرقية، ولكن لا تُوجِد الكثير من الأدلة الداعمة لهذه الدراسات بعد، وعلى نحوٍ مُعاكِس تمامًا، فإنّ دراسات مبدئية أخرى تُخمِّن أن حمض الأورسوليك الموجود في التولسي يُمكن أن يكون له آثار في تقليل الخصوبة عند الذكور وذلك من خلال إتلاف الحيوانات المنوية، وقد دفع هذا بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأنّ التولسي يمكن استخدامه كعامل فعّال في الحد من الخصوبة عند الذكور.

تأثيره على هرمون الكورتيزول
يتم إفراز الكورتيزول من الغدد الكظرية خلال نوبات من التوتر العاطفي أو الجسدي، ويساعد التولسي في تقليل التطورات البيوكيميائية للإجهاد من خلال موازنة مستويات الكورتيزول، فوفقًا لمرجع الأعشاب والمكملات الطبيعية قد يؤثر التركيز العالي من الكورتيزول على الغدة الدرقية والمبيض والبنكرياس، لذا فإن التولسي قادر على التأثير على عمل هذه الغدد بشكل ثانوي، فعلى سبيل المثال يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الكورتيزول خللًا في إفراز الإنسولين من البنكرياس، مما قد يؤدي إلى نقص السكر في الدم أو ارتفاع السكر في الدم، ومع ذلك ، يمكن أن يساعد التولسي على توازن مستويات الجلوكوز في الدم بشكل غير مباشر عن طريق تنظيم إفراز الكورتيزول، وعلاوة على ذلك قد يؤثر التولسي على إفراز الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، مما يساعد على تنظيم المزاج والرفاهية العقلية، ويمكن استخدامه عن طريق تناول الأوراق الطازجة أو على شكل شاي ساخن.

محاذير استخدام التولسي لموازنة الهرمونات
التولسي غير آمن على الأرجح عند تناوله أثناء الحمل أو عند محاولة الحمل، ومن غير المعروف عن استخدام التولسي أثناء الرضاعة الطبيعية، فينصح بالبقاء على الجانب الآمن وتجنب استخدامه، ومن محاذير استخدام التولسي ما يأتي:

قد يقلل التولسي من مستويات السكر في الدم، وقد يتداخل هذا مع التحكم في مستويات السكر في الدم، فقد يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 إلى تعديل جرعات الإنسولين أو الأدوية المضادة لمرض السكري.
قد يقلل التولسي من مستويات هرمون الغدة الدرقية، فمن الناحية النظرية قد يؤدي إلى تفاقم قصور الغدة الدرقية.
قد يبطئ التولسي من تخثر الدم، لذلك هناك قلق من أنه قد يزيد من خطر النزيف أثناء الجراحة وبعدها، فيجب التوقف عن استخدامه قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة المقررة.